Comments System

LightBlog

الشيخ محمد رفعت .. كان أجمل الأطفال وكان أجمل ما فيه عينيه!

بسم الله الرحمن الرحيم شخصيات لا تنسي الشيخ محمد رفعت.. في يوم ذكراه كان أجمل الأطفال.. وكان أجمل ما فيه.. عينيه حرصت منذ أن كنت طفلاً على سماع صوته، والذين يحرصون على سماع تلاوة القرآن من المغفور له الشيخ محمد رفعت كثيرون. حدث مرة أن اختلفت معه الإذاعة؛ فامتنع عن تلاوة القرآن في محطة الإذاعة، وأحس الناس بامتناع الشيخ فبعثوا برسائلهم -وكثير منها من اخواننا المسيحيين- يؤكدون للإذاعة أنهم يحرصون على سماع تلاوة القرآن من الشيخ رفعت، أكثر من حرصهم على سماع كبار المطربين والمطربات، واضطر القائمون بالأمر إلى النزول على إرادة الشعب، وعاد الشيخ إلى الإذاعة، وجلس الناس -كل الناس- يستمعون إلى صوته الحبيب مرة أخرى. ويروي الناس عنه قصصًا أشبه بالأساطير.. قالوا: "كان أجمل أطفال الحي، وكانت عيناه أجمل ما فيه، وكان والده يحبه ولا يطيق فراقه، لا يدعه يمشي على الأرض، بل يحمله على كتفيه" المقال من موقع عباقرة التلاوة www.3baqea.net وفي ذات يوم قابلته إمرأة فسألته: "ابن مين الواد الحلو ده؟"، فرد عليها الأب والبسمة تضئ كل وجهه: "ابني". وشمهقت المرأة وهي تقول: "دا رمش عينيه لغاية كرسي خده"! وعاد الطفل إلى البيت وهو يشعر بالجحيم في عينيه، وطالت عليه الليالي فراح يسأل: "النهار هيطلع امتى يا بابا؟ نفسي أشوف النور" ويرد أباه: "هتشوف النور يا محمد، هتشوفه بحسك يابني"! وقيل إن والده لم يحتمل الصدمة، فمات بعدها بقليل، وتركه وهو في السادسة من عمره. وفي آي الذكر الحكيم وجد النور الذي كان يبحث عنه، فاستراح له، وأتم حفظه في كُتَّاب الشيخ فاضل بدرب الجماميز، وعلى يد الشيخ عبدالفتاح هندي جودة، وفي المسجد المواجه لكتاب الشيخ فاضل انبعث صوته الخالد، ونفذ إلى قلوب الناس فاشجاهم وأبكاهم. كان يبكي بقلبه.. والدموع تنساب من مآفيه.. عندما تفيض إحساساته دون أن يتهدج صوته. وفي كل يوم خميس، يضيق المسجد بالمصلين، فيجتمعون خارج المسجد ليستمعوا إليه في صمت. وظل الشيخ يرتل القرآن في هذا المسجد ثلاثين عامًا، وبقي وفيًا له حتى آخر يوم في حياته. المقال من موقع عباقرة التلاوة وقصة أخرى.. قصة الضابط الكندي الذي طلب إلى أحد المسئولين في الإذاعة أن يمهد للقائه بالشيخ، وعندما التقى به بكى الضابط الكندي وقال: "لم أكن أعرف أنه أعمى، والآن عرفت سر الألم العظيم الذي يفيض به صوته". كانت طبقات صوته ونغماته حقيقة مأخوذة من واقع الناس ومن حياتهم، وما كنت تسمع له وقفة غير مستساغة سواء أطال به النفس أو قَصُر، وسواء اختار لحركة الربط في الوقف أبعد طريق أو أقربه، وما كنت تحس أبدًا في نبرات صوته شيئًا من التخلخل أو النشاذ أو الخروج على مجرى النغم.. دائمًا يتحكم في صوته يبتدئ به كما يريد ويقف به حيث يريد. وقد بلغ حب الناس له حدًا يجعلك تؤمن بأن هناك خيوطًا تمتد بين روحه وأرواح الآخرين. www.3baqera.net نشرت مجلة "المصور" موضوعًا مصورًا عنه، خلاصته أن الشيخ محمد رفعت يحتاج لنفقات العلاج، وما كاد الموضوع ينتشر حتى انهالت الخطابات، وتجاوز الأمر نطاق "المصور" إلى غيرها من الصحف اليومية، حتى بلغ مجموع التبرعات التي بعث بها الشعب مئات من الجنيهات، وكأنما كان مرض الشيخ امتحانًا غير مقصود لتأكيد حب الناس له والتفافهم حوله، وراحوا بهذه التبرعات إلى بيت الشيخ فقال لهم: "لقد عشت طوال حياتي بكرامتي، وهذا من فضل الله عليّ وكرمه، وقد كفاني الله ذل السؤال، وإني أشكر المتبرعين وأدعوا الله أن يقيهم شر المرض". هذا في الوقت الذي اضطر فيه إلى تأجير الدور الذي كان يتخد منه مكتبًا ومكانًا يخلو فيه إلى نفسه، وانكمش مع أسرته في شقة واحدة. وفي الساعة الثانية من صباح يوم ٩ مايو سنة ١٩٥٠ طلب من زوجته قليلاً من الماء، وبعد أن شرب راح يسأل عن أولاده واحدًا تلو الآخر ثم أخذ يردد "الحمد لله.. الحمد لله" وظل يردد هذه العبارة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وفي شهر رمضان الماضي، قطعت الإذاعة إرسالها لتعلن إلى الناس نبأ إذاعة شريط جديد للشيخ محمد رفعت، واجتمع الناس حول الراديو في كل مكان يستمعون إليه في خشوع.. كأنما هناك خيوط خفية تمتد بين روحه وأرواح الآخرين. أبدًا لن يسكت هذا الصوت!.. بقلم/ (عبدالفتاح غبن) مجلة الإذاعة 25 مايو 1957 م عباقرة التلاوة دار التراث القرآني

ليست هناك تعليقات