Comments System

LightBlog

عمدة السميعة .. الحاج يسري الظايط في ذمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم



الحاج يسري أحمد الظايط
.. عمدة السميعة .. هو رجل من الزمن الجميل، مشرق الوجه، قلبه يتسع للجميع، متواضع ومعطاء، يستقبلك بابتسامة صافية، ويحتضنك بعينية. نشأ وترعرع في كنف قراء الزمن الجميل، سمعهم واستمتع بعزيم تلاواتهم.. يتهلل وجهه فَرِحًا كلما استمع إلى قارئ شاب ينهل من المدرسة القديمة.. لا يختلف عليه اثنان من السميعة.. يتمتع بصوت جميل وأذن أجمل.. هل عرفتموه..؟ إنه الحاج يسري أحمد الظايط، من مواليد القاهرة عام 1939 م.. والده كان صاحب مخزن فراشة، وشقيقته "زينب الظايط" كانت تحفظ القرآن وتقرؤه، ومن ثم بدأ يهتم بالسمع خاصة بعد أن ألحقه والده بالكتاب ليحفظ القرآن مثل شقيقته إبان فترة دراسته بمدرسة "رحبة عابدين" حيث كان مدرس الموسيقى ويُدعى "الأستاذ إبراهيم منقوبة" حريصًا على الاستماع إليه لجمال صوته. يقول الحاج يسري الظايط: لن أنسى ما حييت المسرحية المدرسية التي وضعها الأستاذ منقوبة -والذي أصبح ناظرًا للمدرسة فيما بعد- كانت المسرحية بعنوان (بين مصر والسودان)، وكنت أمثل فيها وأغني على لسان مصر: أخ السودان أقبل لا تهاب .. فكل مناضل يلقى الصعاب وما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وعندما توفي والده بمطلع الخمسينات، قرأ الشيخ كامل يوسف البهتيمي في ليلة مأتمه، ومن هنا بدأ يحب المجال، ويحرص على حضور الحفلات الدينية لكبار القراء، وبدأ يتعرف على بعض السميعة حتى عرف طريقه إلى منزل الحاج حسين فرج بحدائق القبة، والذي كان يفتح بيته أسبوعيًا يوم السبت، وفي أمسيات السبت كان السميعة يلتقون بكبار القراء وجهًا لوجه، حيث تعرفوا على محمد سلامة والبهتيمي ومصطفى إسماعيل ومحمد عمران وعبدالباسط عبدالصمد والمليجي ونعينع عن قرب، وكان يوم السبت بمثابة يوم عيد للسميعة الكبار الذين اجتمعوا على مائدة القرآن في منزل الحاج حسين فرج، وفي مقدمتهم إبراهيم قاسم، وعفيفي مصطفى، ويوسف السراج، وأحمد مصطفى كامل الذي تسلم التراث من إبراهيم قاسم وأصبح بيته ملتقى السميعة خاصة بمناسبة ذكرى رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل يوم ٢٦ ديسمبر من كل عام. قلت للحاج يسري: وماذا عن ذكرياتك مع كبار القراء؟ قال: لن أنسى تلك الليلة بنهاية حقبة الأربعينات، وكنت في العاشرة من عمري عندما أحضر والدي الشيخ مصطفى إسماعيل بصحبة الشيخ عبدالعظيم زاهر، وقرأ الشيخ عبدالعظيم وأبدع، فقال الحضور: "هيقول ايه الشيخ مصطفى بعد عبدالعظيم زاهر؟!"، وبالفعل بدأ العمال في جمع الكراسي وفك السرادق، وشرع الناس في الانصراف، وعندما صعد الشيخ مصطفى إلى الدكة وبدأ في التلاوة انجذب الناس لطريقته وجمال صوته، وامتلئ السرادق بالجمهور من جديد، وقرأ الشيخ مصطفى وأمتعنا تى حان موعد أذان الفجر. وماذا عن ذكرياتك مع السميعة؟ - ذات ليلة من ليالي السبت الممتعة في منزل الحاج حسين فرج توجهت إلى منزله مبكرًا بعض الشئ، فوجدت باب الشقة مفتوحًا على مصراعيه، وأدركت أنه تجمع عائلي، وتبين لي بعد لحظات أنه "سبوع حفيدته فيروز ممدوح فرج"، فعدت أدراجي مغادرًا ولكن الحاج حسين لمحني ونادى عليّ، ثم نادى على ابنه ممدوح وطلب منه أن يأخذ الشلة لاستكمال الاحتفال في شقته، وكالعادة غادرنا من عنده قرابة الثالثة فجرًا.. أيام لا تتكرر.. رحم الله الحاج حسين وابنه المهندس ممدوح. الجدير بالذكر أن الحاج يسري الظايط قد أنجب ثلاثة أبناء هم (خالد، أحمد، وليد)، وجميعهم متزوجون، ولديه من الأحفاد ستة هم (إسلام وإسراء خالد يسري)، و(أميرة ويوسف أحمد يسري)، و(ياسين ومحمد وليد يسري). وفي يوم الخميس 5 شوال 1441 ه‍ـ الموافق 28 مايو 2020 م، وعن عمر ناهز الـ81 عام رحل عنا عمدة السميعة الحاج يسري أحمد الظايط، رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته. كتب وأجرى الحوار: الكاتب الصحفي الأستاذ شكري القاضي في كتابه عباقرة التلاوة في القرن العشرين. ـــــــ
ونقدم لكم حصريًا ولأول مرة
هذا الحديث النادر الذي يتحدث فيه عن نفسه
وقد سجله بناءً على طلب الشيخ أحمد سليمان
وهو واحد من كبار السمّيعة


عباقرة التلاوة
دار التراث القرآني

ليست هناك تعليقات