الشيخ محمود خليل الحصري .. الرجال أفضل لتلاوة القرآن لأن صوت المرأة عورة!
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ محمود خليل الحصري
الرجال أفضل لتلاوة القرآن لأن صوت المرأة عورة!
إنك تستطيع أن تسمع صوته في أي ساعة من ساعات الليل أو النهار.. فقط أدر قرص الراديو على محطة القرآن فيندفق منه صوت الشيخ محمود خليل الحصري شيخ المقرئين هادئًا رائقًا عذبًا واضحًا، وأنت تستطيع أن تسمع هذا الصوت في القاهرة والرباط والخرطوم وچوهانسبرج وچاكارتا ونيودلهي وكل عاصمة إسلامية؛ فمحطة القرآن تصل إلى كل بقعة فيها مسلم، والشيخ محمود خليل الحصري هو المقرئ الذي أختير ليسجل القرآن بصوته على 24 إسطوانة تستغرق 20 ساعة، وقد أنجزها في أربعة أشهر وهي برواية حفص، ثم سجلها برواية ورش في 45 ساعة، وفرق الساعات الخمس عشرة بين القرائتين سببها المد في الحروف في الرواية الثانية فما هي رواية حفص وما هي رواية ورش؟.
يقول الشيخ محمود خليل الحصري: حفص وورش من التابعين، والتابعون هم الجيل التالي للصحابة، والصحابة هم الذين صاحبوا الرسول ورأوه رأي العين وآمنوا به، والصحابة الذين رددوا القرآن عشرة ويسمون بالأئمة أيضًا، أما التابعون فقد تلقوا عنهم وقد كان لكل صحابي تابعان فيصير مجموع الكل ثلاثين، والتابعين من تبعهم بعد ذلك، وقد اعتنى كل تابع بأن يحفظ القرآن بالطريقة التي تلقاها عن الصحابي، وتتابع التابعون في الحفظ حتى وصلت إلينا كل القراءات التي تُلي بها القرآن، لأن الله سبحانه وتعالى يقول "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
عندي مخطوطات عمرها يزيد على الألف عام فيها شروح للقراءات التي أنزلت بسبعة أحرف، وأيما حرف يقرأ عليه المسلمون فقد أصابوا لأن كثرة الأحرف حكمتها التيسير، والسائد في البلاد العربية رواية ورش إذ يقرأ بها أهل بلاد المغرب (تونس والجزائر والمغرب والسودان وأفريقيا)، وفي مصر نعرف قراءة حفص، ولكن المقرئين عندنا يتلقون القراءات كلها، لأننا بلد تدريس القراءات، والذي يتعلمها عندما يخرج ليعلمها للمسلمين في كل مكان، ومن هنا استطاعت مصر أن تقوم بدورها في إذاعة القرآن الصحيح تدحض به القرآن الذي زيفته إسرائيل وغمرت به بعض الدول الأفريقية بعد أن حذفت منه كل الآيات التي تدين إنحرافات اليهود الأوائل، ثم تجمع محطة القرآن ملايين المسلمين على قراءة واحدة أكبر آثارها عن المحطات العربية والإسلامية أصبحت تختتم سهراتها بالقرآن المرتل على أساس أن كلمات الله هي مسك الختام.
والشيخ محمود خليل الحصري يسكن ڤيللا -من فضل الله- في شارع الفالوجا بالدقي.. أولى بك أن تخلع الحذاء قبل أن تدخل، لأن السجاجيد التي تغطي غرفها سجاجيد صلاة ويختلف أحجامها ومصادرها وأثمانها أيضًا،َ كل من في البيت يُصلي والإمام رب البيت، الأولاد أورطة من سبعة السيد ومحمد وعلي وحسين، والأولان يدرسان بالأزهر، والبنات ثلاث إفراج بكلية الآداب، وشوقية بالثانوية العامة، وإيمان بالإبتدائية، وقد تزوجت الثانية الأستاذ محمد عبدالحكيم شمت وكيل نيابة بني سويف منذ شهر، والسيد يتعلم التجويد إذ لابد من خلف يُبقي هذا الاسم خفاقًا.. دواليب زجاجية مغلقة نرى المصاحف المغطاة بالقطيفة الحمراء والمخطوطات الثمينة والأوسمة والميداليات والسبح التي تلقاها الشيخ الجليل هدايا من كل أنحاء العالم الإسلامي، وفي البيت صخب الصغار لا يكف فيلوذ الشيخ بمكتبه ويغلق دونه الأبواب حتى يتفرغ للقراءة في التفسير أو دلائل الخيرات.
عباقرة التلاوة www.3baqera.net
وللشيخ الحصري جولاته في العالم الاسلامي كل رمضان وفي هذا يقول: سافرت إلى الهند وباكستان والفلبين وهونج كونج والسعودية والجزائر وليبيا والعراق والكويت والأردن وماليزيا والمغرب وفرنسا، وعقدت الصداقات مع ذاكر حسين وأيوب خان وسوكارنو وسعود وعبدالسلام عارف.. وهزني أن رئيس الفلبين وهو مسيحي خصص لتنقلاتي طائرة بعد أن شاهد التفاف المسلمين حولي، أما في كراتشي فقد شاهدت حفاوة في يوم من عمري لا أنساه، كان يوم إجتماع المقرئين من ست عشرة دولة إسلامية لتكوين رابطة لهم تنشر ثقافة القرآن واللغة العربية وعلوم القرآن على غرار مجمع البحوث الإسلامية، وجاء أيوب خان فألقى كلمة الإفتتاح، وإذا بي أفاجئ بالإجماع ينعقد على أن أكون رئيس قراء العالم الإسلامي.. وقد بدأ الإنعقاد عمله لتوثيق الروابط بين الشعوب الإسلامية، وكلما ذهبت إلى بلد عربي استقبلتني فيه جماهيره بأشواقها إلى الاستماع إلى تلاوة القرآن، وقد آمنت بأنه يربط المسلمين برباط وثيق مهما تباعدت أوطانهم، ولهذا فإنني صوت من أصوات بلدي إلى أي مكان أذهب.
إن وزارة الأوقاف تسخو بمئة من المقرئين تبعث بهم إلى العالم الإسلامي، تتحمل نفقات ذهابهم والإياب، وتتحمل الدولة الثانية نفقات الإقامة، والوزارة ترسل كل مقرئي الإذاعة ولا يتجاوز عددهم ثمانين مُقرئًا لم تضيف إليهم من يكمل المهمة من ذوي الأصوات الجيدة، ويتقاضى مقرئ الإذاعة من الدرجة الأولى ألف جنية عن شهر رمضان، أما مقرئ الدرجة الثانية فلا يقل أجره في هذا الشهر عن 400 جنية، والباقون لا يقلون في الأجر عن 200 جنية لهذا الشهر.
والشيخ محمود خليل الحصري من شبرا النملة مركز طنطا، وقد حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد الكنيسي، ثم بدأ الدراسة في الأزهر عام 1935 إذ كان في الثامنة عشرة ولكنه شق طريقه إلى القراءة وهو في الثالثة عشرة، وصار يكسب بعرق الجبين لأنه كان يتقاضى 10 قروش عن كل ليلة يُحييها وقد تقفز العشرة قروش في نوبة حظ إلى 50 قرشًا، فلما كان في الأزهر سمع عن امتحان المقرئين الجدد في الإذاعة فتقدم إليه والتقطه مصطفى رضا من بين عشرات المتقدمين ليدفع به إلى الميكروفون في الليلة التالية، واكسبه المِران ومرور الأعوام قوة في طبقات الصوت جعلته في القائمة الأولى بين المقرئين الذين يتخطفهم العالم الاسلامي، أما في مصر فأجره في الليلة الواحدة 100 جنية داخل "كردون" القاهرة، و 150 إذا تجاوزها.
هذا المقال من موقع عباقرة التلاوة
يقول الشيخ محمود خليل الحصري: ولكننا ونحن نطير إلى البلاد الإسلامية لا نترك بلدنا بغير مقرئين! إن عندنا بعد العدد الذي يسافر 400 مقرئ على الأقل توزعهم وزارة الأوقاف على المحافظات التي ليس فيها إكتفاء ذاتي من المقرئينإ ان هذا تكريم لأهل القرآن في شهر القرآن، إنه شهر كثرة قراء وكثرة قراءة، وفيه يُعطي المسلم وقتًا أوسع للاستماع والتدارس، الفترة ما بين الإفطار والسحور طويلة والمقرئ يستطيع أن يحقق من حوله تجمعًا ثقافيًا يشد الناس إلى دينهم بعد أن باعد البعض بينه وبين الدين في زحام الحياة، إننا في شهر رمضان يجب أن نعيد الناس إلى الدين، وأيما مبالغ تنفقها الدولة في هذا السبيل فهي الليلة أمام النقابة السامية.
وقال الشيخ محمود خليل الحصري: صوت المرأة عورة، ولكي يسمع الإنسان قرآنًا يتعظ به ويتدبر فالأولى أن يسمعه من الرجال؛ ولهذا فإنني أقول أن صوت الرجل مُتقبلاً شرعًا على صوت المرأة في تلاوة القرآن، والسيدة أم كلثوم سيدة الغناء العربي التي لن يجود بمثلها الزمان، ولكنني لا أوافق على ما يردده البعض من أن تسجل بصوتها آيات القرآن.
مقال من مجلة المصور
عدد 1 ديسمبر 1967 م
عباقرة التلاوة
دار التراث القرآني
التعليقات على الموضوع