Comments System

LightBlog

الشيخ أبوالعينين شعيشع .. تلميذ الشيخ محمد رفعت

بسم الله الرحمن الرحيم

في عام ١٩٣٥ كان في إحدى مدارس الثانوية شاب حكم عليه جميع الأساتذة أنه لا يصلح لشئ لأنه أبدًا ساهم على الدوام، وكان الغريب في أمر الفتى أنه كان على الدوام يحرك شفتيه بكلام خافت.. وكان الذين يجاورونه في الفصل يعلمون أنه يرتل القرآن، ورسب الطالب عامًا وأعوامًا كثيرة، واستدعى الناظر أخاه الكبير ليقول له: "إن أخاك لا يصلح هنا".كان هذا هو آخر عهد "أبوالعينين شعيشع" بالمدرسة.

وخرج الشيخ أبوالعينين إلى الشارع، يسهر كثيرًا في الموالد ويحوم حول المنشدين في الأسواق، ويطرب كلما سَمِع أن أحدًا مِن كبار المقرئين سيسهر الليل في المنصورة.


وكان أخوه الشيخ أحمد شعيشع مِن مشاهير القراء وقتذاك، فكانت فرصة طيبة للسيد أبوالعينين أن يذهب معه كل مساء إلى كل مأتم يُقام أو ليلة مولد يُحتفل بها.
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني
وسمع الشيخ أبوالعينين في الليالي الكبيرة التي سهرها الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ محمد الصيفي والشيخ محمد رفعت، وذات ليلة كان الشيخ أحمد مُتعبًا، فحل محله الشيخ أبوالعينين، وذات مرة سمعه الشيخ رفعت فأعجب به، وتنبأ له بمستقبل باهر، ثم لم يلبث الشيخ أبوالعينين أن نزح إلى القاهرة، فقد سمعه رجل من رجال القصر الملكي، فاستدعاه ليقرأ في الإذاعة، ومنذ ذلك الحين والشيخ أبوالعينين لا يفارق الشيخ رفعت الذي اتخذ منه تلميذًا له، واتخذ الشيخ أبوالعينين من القاهرة مقرًا له، ولم يلبث أن نزح إليها الشيخ أحمد شقيقه الكبير بعد أن اعتزل القراءة وعاش ليرعى شئون أخيه.

وفي عام ١٩٤٨ بلغ أجر الشيخ أبوالعينين مائة جنيه في الليلة الواحدة، وأصبح يتقاضى خمسة وعشرين جنيهًا عن كل إذاعة له من محطة القاهرة، وهو مبلغ لم يصل إليه حتى الآن أربعة من كبار المقرئين مصطفى إسماعيل وعبدالفتاح الشعشاعي ومحمد الصيفي والشيخ أبوالعينين.


وعندما توفيت ملكة العراق سافر الشيخ إلى بغداد ليحيي مأتمها بدعوة رسمية من الحكومة العراقية، وتقاضى في تلك الرحلة ثلاثة آلاف جنيه.

عباقرة التلاوة.. www.3baqera.net وفي عام ١٩٥٢ استدعته الإذاعة المصرية ليقوم بتكملة أشرطة المرحوم الشيخ محمد رفعت، والذين يستمعون الأشرطة الآن لا يستطيعون ببساطة تمييز صوت الشيخ شعيشع أثناء التلاوة، وكان السبب في ذلك أن الشيخ أبوالعينين كان يقرأ بطريقة الشيخ رفعت قبل وفاته، وكان الشيخ رفعت يرضى عنها كثيرًا.

إن الشيخ أبوالعينين في الخامسة والثلاثين مِن عمره، وهو يرتدي الكاكولا والطوبوش، مُخالفًا بذلك الزي التقليدي للمشايخ الذين ظهروا في دنيا التلاوة، ويعيش الآن مع أخيه، وهوايته الوحيدة الاستماع إلى تسجيلات المرحوم الشيخ رفعت.


ــ ألحان السماء.. أبريل 1959 م
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني

ليست هناك تعليقات