الشيخ محمد سلامة .. نال من الشهرة مالم ينله مقرئ قبله
بسم الله الرحمن الرحيم
عُمره اليوم فوق السبعين بسنوات، عاصر الفترة الذهبية لعصر التلاوة أيام الشيخ علي محمود وغيره، ونال مِن الشهرة ومِن المجد ما لم يَنله مُقرئ مِن قبل، حتى ولا الشيخ أحمد ندا.
وذاع صيته عن غير طريق الإذاعة؛ فقد ظل أعوامًا طويلة يؤمن بأن إذاعة القرآن الكريم حرام، ولذلك حُرِم مِن الثراء الذي ناله أمثاله.
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني ولكنه عاد في عام ١٩٤٨ فأذاع مِن محطة القاهرة، غير أن الزمن الطويل الذي عاشه كان قد أثّر في صحته، وفي صوته، فاضطر إلى أن يعتزل القرآن أمام الميكروفون منذ سنوات.
وقد بدأ الشيخ سلامة يقرأ في عام ١٩١٠، وكان يسكن مع الشيخ ندا والشيخ الصيفي والشيخ علي محمود في حارة واحدة في حي العباسية، وكان الشيخ أحمد ندا هو أسبقهم في الظهور، ثم تَبِعَهُ الشيخ سلامة على الفور.. ولمع نجمه قبل أن يظهر الشيخ علي محمود بسنوات، وسافر إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وقضى فيها أعوامًا.. ثم عاد إلى مصر من جديد، وحاولت إذاعة فلسطين تسجيل عدة أشرطة للشيخ، ولكن محاولاتها ذهبت عبثًا؛ فقد كان الشيخ يعتقد -كما قلت- أنّ إذاعة القرآن حرام.
عباقرة التلاوة.. www.3baqera.net
ويعتبر الشيخ سلامة صاحب مدرسة مستقلة في الأداء، كما أنه كان يتمتع بصوت جميل ليس له نظير بين أصوات المقرئين.
إنه يعيش اليوم في نفس الحارة التي نشأ فيها مع الشيخ ندا والشيخ علي محمود والشيخ الصيفي، الحارة الضيقة المسدودة بالعباسية، والتي لم يبق بها سوى الشيخ الصيفي والشيخ محمد سلامة.
ــ ألحان السماء.. أبريل 1959 م
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني
التعليقات على الموضوع