Comments System

LightBlog

الشيخ يوسف المنيلاوي .. كان منافسًا للشيخ علي محمود

بسم الله الرحمن الرحيم



عاش الشيخ يوسف المنيلاوي قبل الشيخ أحمد ندا ومات بعده، وكان صديقًا حميما للشيخ سلامة حجازي وكامل الخُلعي، وكان يتحيز كثيرًا للمرحوم داوود حسني، ويعتقد أنه أعظم مُلحن ظهر في مصر، ومِن هنا قامت العداوة بينه وبين الشيخ علي محمود الصديق الحميم لسيد درويش، ومِن هنا أيضًا جاءت المنافسة بين الرجلين.

وكان حظ الشيخ المنيلاوي أضئل من حظ منافسه الشيخ علي محمود، ومن هنا أيضًا امتلأت نفس الرجل حسرة وضاق بالحياة وكانت طريقته في التلاوة حزينة باكية، ولعله المقرئ الوحيد الذي ظهر في مصر وكان يستفسر رأي السامعين في صوته أثناء التلاوة.

فكان يقرأ "والشمس وضحاها" ثم يُدقق النظر في الجالسين حوله ويقول: (إيه رأيك يا جدع؟)، وترتفع صيحات الاعجاب من كل جانب، وكان الشيخ يُسر كثيرًا لهذه الصيحات ؛ وكان يَحزُّ في نفسه أنه صديق لكل العظماء في عصره، فإذا مات قريب لأحدهم لم يُدع الشيخ المنيلاوي إلا كصديق؛ فقد كانت طريقته في الأداء وما فيها مِن غرابة تُبعد بينه وبين أحياء الليالي الضخمة.

ورغم ذلك فقد ربح الشيخ المنيلاوي كثيرًا، وتتلمذ عليه كثير مِن مشاهير القراء الآن، منهم الشيخ عبدالعظيم زاهر والشيخ أحمد سليمان السعدني.. وكان في حياته يتعصب للشيخ محمد رفعت ويرفعه فوق كل المُقرئين، وكانت عداوته للشيخ علي محمود مِن أسباب هذا التعصب الشديد. عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني حدث مرة أن كان الشيخ يوسف يقرأ مع الشيخ رفعت في ليلة واحدة -وعلى غير عادة المقرئين- كان الشيخ المنيلاوي يقفز فرحًا مِن فوق الأريكة كلما تلا الشيخ رفعت آية مِن الآيات، وعندما انتهى الشيخ رفعت كان الشيخ المنيلاوي قد انخرط في نوبة حادة مِن البُكاء، ورفض أن يقرأ ليلتها، وأصرَّ على أن يُواصل الشيخ رفعت التلاوة حتى الصباح. وقبل أن يموت اعتزل التلاوة إذ لم تعد صحته تساعده على السهر الطويل، وعاد الصفاء بينه وبين الشيخ علي محمود، وكان الشيخ علي أول مَن قرأ في مأتم الشيخ يوسف، وكان أول مَن شيّع جنازته. عباقرة التلاوة.. www.3baqera.net وكان الشيخ يوسف أول مقرئ تقام له حفلة تأبين يشترك فيها كل المقرئين، ولم يُحتفل بتأبين أحد بعد ذلك إلا الشيخ رفعت. ثم مضت أعوام طويلة.. ومات الشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت، ونسي الناس الشيخ المنيلاوي، فقد مات دون أن يترك خلفه تسجيلاً يُذكّر الناس بصوته الباكي الحزين الذي وصفه الشيخ سليم البشري شيخ الازهر قائلاً: (كان صوته شجيًا فيه حزن وفيه توجع وفيه شجن.. كان كصوت ذئب جريح يئن داخل حقل في ليلة صيف غير مقمرة). ــ ألحان السماء.. أبريل 1959 م عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني

هناك تعليق واحد: