باختصار.. أبوالعينين شعيشع متهم، وتهمته الغناء في القرآن!!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأحباب متابعي شبكة عباقرة التلاوة
يُسعدنا أن نقدم لكم هذا الموضوع المتميز لأول مرة
(الشيخ ابوالعينين في تلاوة من آيات الذكر الحكيم)
باختصار.. أبوالعينين شعيشع متهم، وتهمته الغناء في القرآن!!
ويتعجب «أبوالعينين» وهو يقول: بعد هذه الأعوام الطويلة من القراءة، وتكوين جمهور المستمعين لي.. يصرون على أن أتقدم لامتحان قراءة أمام لجنة! وكيف يكون هذا! وإذا كنت أنا -أبوالعينين- الذي اجتاز الامتحان قبل قدوم زملائي على الإطلاق.. كيف اُمتحن من جديد؟! والأدهى من ذلك يضعون تقريرات غريبة عن تلاوتي ويتهمونني بالغناء في القرآن!.
أرسلت لإدارة المساجد بالأزهر أربعة خطابات أطالب فيها بأن أكون مقرئًا في أحد المساجد حتى استطيع أن أعيش مثل غيري.. وحتى الآن لم ترد الإدارة على خطاباتي.
كنت أقرأ كل أسبوع في الإذاعة ليلة الثلاثاء.. أما الآن.. اسألوا المستمعين.. أقرأ كل 23 يوم مرة واحدة، وفي الساعة السادسة صباحًا.
رئيسًا للمقرئين
وأبوالعينين الذي بدأ تعلم القراءة في مكتب تحفيظ القرآن بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وكانت هوايته منذ صغره الشيخ المرحوم محمد رفعت فقلده ثم اتخذ له طريقًا خاصًا في الأداء والترتيل، حتى تقدم للإذاعة، ويضيف:
وكانت على أيام «ماركوني» كنت أقرأ أيام الشيخ رفعت والصيفي وعلي محمود، دخلت الإذاعة قبل الشيخ الحصري بخمسة أعوام، وقبل الشيخ مصطفى إسماعيل بسبعة أعوام، وقبلهم جميعًا.. كنت في يوم من الأيام رئيسًا للمقرئين.
أصغر مقرئ!
ويعتبر أبوالعينين أصغر مقرئ طرق أبواب الإذاعة، وكان عمره آنذاك 17 عامًا، وامتحن أمام لجنة ووضع في الدرجة الأولى من المقرئين.. ويكمل حديثه:
كنت أتقاضي عن التلاوة خمسين قرشًا، ولم يكن على أيامي الأولى تسجيلات فكانت القراءة على الهواء، وفي الأذان خمسة عشر قرشّا، ووصل أجري إلى 15 جنيهًا في التسجيل عام 1952، وكان كل زملائي بلا استثناء تتراوح أجورهم مابين 3 - 5 جنيهات.
ويقول بأسف: تصور.. أنا المقرئ الوحيد الذي سجلت له شركة اسطوانات فرنسية قرآنًا لتوزع في جميع أنحاء بلدان العالم!!
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني
اتهمت بأنني أقلد صوته!
ويقول «أبوالعينين» بأنه حظي عام 1956 بتكريم المسئولين من جديد ليكون مقرئًا من الطبقة الأولى، ثم سجل كل أشرطة المرحوم الشيخ محمد رفعت التي كانت ناقصة (بدون مليم) ومع هذا حوربت واتهمت بأنني أقلد صوته حتى في تلاوتي العادية، ذنبي إن صوتي جميل ولا بأس منه فلقيت الأمرين!.
ويتساءل أبوالعينين شعيشع بعجب:
من عام 1961 لم اسمع صوتي من خلال البرنامج العام، التليفزيون يقدم لي كل تسجيلاتي وكذلك "الشعب" و"السودان" و"صوت العرب".. لكن للضرورة -كما يقولون- أحكام!؛ فأنا لست في القائمة رغم قيمة البرنامج العام وأثرها على مستواي ومستقبلي.
أما عن أجره الآن فيقول بأن دخله زاد منذ 1952 في التسجيل من 15 جنيهًا إلى 18 جنيهًا، بيننا زادت أجور زملائه إلى 30 جنيهًا.
ويمضي الشيخ أبوالعينين شعيشع في تساؤلاته حتى يصل إلى قرار التقييم الذي صدر مؤخرًا، ويقول عنه: "لم يُنفذ على أحد من زملائي السابقين ولا الذين أتوا بعدي.. لكن يُنفذ على الشيخ أبوالعينين فقط، كل مقرئ في العادة عندما يكون في صحة جيدة فلا تُذاع تسجيلاته ولكن قراءته الدائمة هي التسجيل الدائم له.. لكن أنا المقرئ الوحيد الذي تُذاع تسجيلاته رغم أن سني أصغر من بقية الزملاء".
هذا المقال من موقع عباقرة التلاوة
القرآن المرتل.. بعد الحديث الخاص
وبعد هذا الحديث الخاص لابد من وقفة؛ فرغم كل ما يشكو منه الشيخ شعيشع، فلا بد أن هناك ما يشغل فكره أيضًا.. فكان هذا السؤال عن القرآن المرتل.. وكانت إجابة الشيخ أبوالعينين: "القرآن المرتل عمل عظيم ولكنها فكرة قديمة، إلا أن لي رأيًا، أن تختلف طريقة الترتيل عن المعمول به الآن، حيث يقرأ مقرئ مثل الشيخ الحصري الآية، ثم يرد عليه الآية مجموعة من المقرئين بدلاً من الترتيل الفردي القائم على هذا النوع من الأداء، والقرآن المرتل بالذات ما جاء إلا ليعلم أشقاء الدين في البلاد الأخرى الطريقة الصحيحة للنطق بالآيات الحميدة.. ومن هنا كان لابد من تكرارها على المستمع".
وعن القرآن المرتل الآن وسؤال عن التنعيم فيه.. يجيب الشيخ شعيشع: "هذا النوع من الأداء ترتيل الآيات، ولكن نحن في حاجة إلى قراءة الآيات قراءة مريحة سهلة ليس فيها لطرق التنعيم فيها سبيل.. ومن هنا ينسحب عليها فورًا كلمة القرآن المقروء وليس المرتل، وفي النهاية العالم الإسلامي في حاجة إلى القرآن المرتل رغم نجاحه".
دخلت السجن!
ويحكي الشيخ أبوالعينين -أخيرًا- إحدى النوادر التي لا ينساها.. نادرة دخوله السجن وبطلب منه!.. وعن ذلك يقول: "ذات مرة كنت أقرأ في بغداد قبل ثورة العراق في تموز، وسمع المعتقلون السياسيون صوتي من خلال الراديو في السجن، فطالبوا بسماعي في حفلة خاصة لهم، فلم يوافق المسئولون في ذلك الوقت، فأضرب المعتقلون عن الطعام، وعندما سمعت هذا النبأ صممت ألا أكمل بقية أيامي في العراق إن لم يُسمح لي بقراءة ما تيسر من آي الذكر الحكيم في سجن المعتقلين، وأخيرًا وبعد محاولات عديدة سُمح لي بالقراءة في السجن، وانتهى إضراب المعتقلين السياسيين، واستمرت القراءة مدة ساعتين كاملتين، بعدها أهداني المسجونون هدية فاخرة عبارة عن سجاد عجمي مرسوم عليه خريطة للعراق".
وأخيرًا فأبوالعينين شعيشع -الذي باع كل ما يملك نصف عمارة وقراريط خمسة ورثها- له رجاء: "نحن في شهر كريم، وكل ما أرجوه أن يقف الناس من الناس وقفة العدل والحق".
حوار وتحقيق أجراه الصحفي جودة بسيوني لمجلة الإذاعة والتليفزيون (فترة الستينيات)، تصوير حبشي محمود.
عباقرة التلاوة
دار التراث القرآني
التعليقات على الموضوع