Comments System

LightBlog

الشيخ مصطفى اسماعيل .. ترتيل القرآن لا يكفي إذ يجب أن نعلم المسلمين لغة القرآن!

بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ مصطفى إسماعيل (ترتيل القرآن لا يكفي.. إذ يجب أن نعلم المسلمين لغة القرآن!) إن الراديو حارب المقرئين في رزقهم -هكذا قال لي الشيخ مصطفى إسماعيل- فقد كان رمضان أيام زمان شهر الرزق العميم للمقرئين يفتح فيه الناس بيوتهم بعد الإفطار حتى السحور ويُتلى القرآن، ويقتصد المقرئون من حصيلة رمضان ما يفك الكرب على مدار العام، ولو توقفت وزارة الأوقاف عند مجرد الاكتفاء بإذاعة القرآن في الراديو والتليفزيون لكانت طامة كبرى، إلا أنها الآن تجد مكانًا لكل مقرئ ليقرأ، تجد له في الخارج أو في مصر، ورمضان أكثر إشراقًا بلياليه إذا كان موقعه فصل الصيف حين يحلو السهر. والشيخ مصطفى إسماعيل لا ينسى مهراجًا من الهند له معه قصه قصيرة.. كان الشيخ مصطفى عائدًا من المغرب فتوقف في باريس وقرأ في جامعها، وما أن هَمَّ بالخروج من المسجد حتى وجد من يعترض طريقه ويرتمي على الأرض تحت قدميه ويقبل ركبتيه ويديه -حاشا لله- من أنت؟ فرفع الرجل رأسه وقال للشيخ إنه مهراجا من الهند وأنه قد ارتكب معاصي كثيرة، ولا يكاد يسمع تلاوة القرآن حتى يسيطر عليه الشعور بالذنب، وأنه يريد التوبة.. وبدأ الرجل يبكي، أما الشيخ مصطفى فقد سحبه من يده ليقف وقال له: من تاب.. تاب الله عليه، والآية تقول "إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيما".. وكفكف الرجل دموعه وهو يقول للشيخ فهل تعدني بمغفرة من الله؟! فقال الشيخ مصطفى الله سبحانه وتعالى وعدنا بها جميعًا إن كانت توبة صادقة، فعاد الرجل إلى البكاء وهو يقول لابد أن تعدني بأن الله سيغفر لي! وأحس الشيخ مصطفى أن الرجل يريد طوق نجاه فألقى به إليه قائلاً أعدك، وفي اليوم التالي ترك المهراجا للشيخ مصطفى حقيبة مليئة بالهدايا في الفندق. عباقرة التلاوة www.3baqera.net في باريس أيضًا شاهد أسرة تلتف حول الراديو بعد أن وضعته في اتجاه القبلة، وكانت الأسرة تجلس بكامل أفرادها في خشوع وهم يسمعون المصحف المرتل، ومع الأسرة أصدقاء جاءوا ليتدارسوا القرآن وقد دعو الشيخ مصطفى إسماعيل لهذا الغرض، وقال لهم إنه سعيد بما يرى ويسمع فلم يرد عليه أحد بكلمة، فظنهم لا يتحدثون والقرآن يُتلى -وأكبر منهم هذا- فلما انتهى القرآن حدثهم مرة أخرى بالعربية فتأكد له أنهم لا يعرفون حرفًا واحدًا مما يقول، وقام الأصدقاء بالترجمة بينه وبين أفراد الأسرة المسلمة، وإذا بأحدهم ينشر المصحف بين يديه ويقرأ فيه بعربية سليمة ولكنه لا يعرف معنى ما يقول، قال لي الشيخ مصطفى إسماعيل: وهذا المشهد قاسم مشترك بين عدو كبير من البلاد الإسلامية في أفريقيا وآسيا، تجد فيها المسلمين يحفظون القرآن ولكنهم لا يعرفون جيدًا معانيه، ولا يعرفون غير عربية القرآن في آياته، ولهذا أطالب بأن يكون شهر رمضان شهر تدريس اللغة العربية في البلاد الإسلامية.. يجرى هذا بالاتفاق مع حكوماتها -ولا أظنها إلا راغبة في هذا- أن تنشر اللغة العربية مع القرآن حيث أن نشر اللغة العربية مع القرآن يقوي أواصر المحبة بين العالم الإسلامي؛ فوحدة اللغة أساس في وحدة المشاعر والعواطف. ومسقط رأسه ميت غزال بطنطا، منذ 55 سنة حفظ القرآن في كُتَّاب الشيخ عبدالرحمن أبوالعينين وقد تنبأ له بمستقبل كبير، والتقى به في دوار العمدة فقال لوالده "يا شيخ إسماعيل ابنك له صوت جميل ومستقبل عظيم؛ فإياك أن تفرط في تعليمه أو تأخذه إلى الحقل!"، وسمع الاب النصيحة فأخذ ابنه من يده وسلمه للشيخ محمود حشيش الذي علمه القراءات السبع، فلما أتمها ذهب به للشيخ أبوالعينين وسأله "ماذا أفعل له بعد هذا؟! لقد حفظ القرآن وتعلم قراءاته"، فقال الشيخ للأب ارسله الي طنطا ليتعلم التفسير في الجامع الأحمدي، وفي طنطا بدأ أساتذته يأخذونه لليالي ليقرأ، وذاع صيته في طنطا.. ففي مرة أخذ 12 جنية في ليلة واحدة ولم يصدق نفسه.. لم يصدق إلا بعد أن سافر إلى ميت غزال واشترى بقرتين.. وبينما انخرط في دروسه جادًا مُجدًا قال له أساتذته أولى بك أن تتفرغ لقراءة القرآن. هذا المقال من موقع عباقرة التلاوة ومرة دعي الشيخ مصطفى إسماعيل إلى القاهرة -كان هذا عام 1944- وتلى القرآن في الداودية بحي المغربلين وكان من المُرتلين في تلك الليلة عبدالفتاح الشعشاعي وأحمد ندا، وقال له عدد من الذين انبهروا بصوته ورددوا كلمة "الله" عشرات المرات لماذا تحبس مواهبك في طنطا؟! القاهرة هي مستقبلك الحقيقي، ولكنه خاف! في طنطا يحس بالأمان على الأقل لأن بلده على بعد فركه كعب من طنطا والقاهرة واسعة ومهيبة، والمقرئون فيها قمم عالية مثل الأهرامات فأين هو منهم!.. وعاد إلى طنطا بالقناعة والرضا، ولكنه دعى إلى القاهرة مرة أخرى للقراءة في عيد رأس السنة الهجرية فقدم نصف ساعة من مسجد الإمام الحسين وكانت منّاعة، اما بعد هذه المرة لم يكن يملك أمر نفسه؛ فقد طلبه عدد من الوزراء ليكون من المقرئين في الإذاعة فورًا وبغير إبطاء. وعلم بناته في الكلية الأمريكية للبنات فلما تخرجن خطفهن ثلاثة أزواج ورفضوا لهن حق العمل، الشيخ مصطفى إسماعيل لا يرى في العمل غضاضة ما دامت المرأة محتشمة في لبسها وفي قولها، والأزواج الثلاثة هم المرحوم العقيد محمد حسني طاهر، والدكتور حسن فخري عمر، والأستاذ مصطفى القباني المحاسب. وللشيخ مصطفى إسماعيل ثلاثة أولاد، عاطف يدرس الطب في ألمانيا، وسمير المضيف في الطيران العربي، ووحيد المهندس الكهربائي في تليفزيون القاهرة. شبكة عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني وعند الشيخ مصطفى إسماعيل أوسمة كثيرة، وأحرج موقف صادفه عندما التقى به سامي بك الصلح في لبنان فنظر سامي بك -وكان رئيسًا للوزراء- إلى عمامه الشيخ مصطفى إسماعيل وقال له بلهجته اللبنانية الظريفة "يا شيخ مصطفى بدي عمتك" فخلعها وقدمها إليه فثبتها على رأسه وقال "تمام والله كأنها معمولة من شاني" فضحك الشيخ مصطفى بينما استطرد سامي بك وقال "مِن شان هيك أنا باخدها".. ووقع الشيخ مصطفى في الحرج، وقال لسامي الصلح أنه لم يتعود أن يُسافر بعمامتين، وأنه سيأخذ هذه حتى يصل إلى القاهرة فيبعث إليه بواحدة جديدة، وبرّ الشيخ مصطفى بوعده على أنه لا يسافر الآن إلا ومعه عمامة إحتياطية للطوارئ. مقال من مجلة المصور عدد 1 ديسمبر 1967 م عباقرة التلاوة دار التراث القرآني

ليست هناك تعليقات