الشيخ البنا يقول: «فشلت في الأزهر ونجحت في الإذاعة»
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأحباب متابعي شبكة عباقرة التلاوة
يُسعدنا أن نقدم لكم هذا المقال النادر لأول مرة
«الشيخ البنا يقول: فشلت في الأزهر ونجحت في الإذاعة»
«من ١٠ قروش في الليلة إلى ٢٥ جنية في التلاوة الواحدة»
كانت كل أمنية والده أن يكون مدرسا للدين بالمعهد الديني، ولكن فشله في الدراسة غير مجرى حياته.. ولكن هل هناك فارق كبير.. بين أن يكون محمود علي البنا مدرسًا للدين أو مرتلاً للقرآن الكريم؟! وبين عشرة قروش في الليلة إلى ٢٥ جنيهًا عن التسجيل الواحد؟! تستحق حياة الشيخ البنا أكثر من التفاته.
رسبت أكثر من عام
ودون أشقائه العديدين تمنى والده -المزارع في إحدى قرى محافظة المنوفية- أن يكون مدرسا للدين في المعهد القريب من قريته، ونجح في أول حياته، فبعد مكتب تحفيظ القرآن بقرية شبراباص.. ابتدأ الدراسة بالمعهد الديني الإبتدائي، ولكنه لم يستطع أن يكمل دراسته قائلاً: "وفشلت في أن أكون مدرسا بالمعهد، أو حتى أصبح طالبًا مواظبًا بالمعهد الديني".
كان ذلك بداية اتجاهه إلى قراءة القرآن الكريم في بيوت الأقارب، وتطورت المسألة إلى المساجد، ثم يقول البنا مضيفًا: "واتخذت من حياتي في القراءة طريقًا عمليًا لترتيل آيات من الذكر الحكيم في كل مكان نظير أجر يقل احيانًا عن عشرة قروش في الليلة الواحدة".
.. ثم طريق الإذاعة
ثم ابتدأ البنا طريقه من خلال الإذاعة، عندما تقدم إلى لجنة اختبار الإذاعة أواخر عام ١٩٤٨ .. ونجح في الإختبار أمامها، وتطور أجره إلى ثلاثة جنيهات من التسجيل الواحد، ثم وصل إلى 25 جينهًا من التسجيل
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني
ربع ساعة .. أمام المرآة
.. وتبدو صورة الشيخ محمود علي البنا على الطبيعة على غير ما قد يتصوره الكثيرون، فمن يتصور منا مثلاً أن الشيخ البنا رياضي بطبيعته؟.. فهو يحرص كل يوم على أن يجري أمام المرآة لمدة ربع ساعة، تمرينات سويدية، إلى جانب مشوار يومي لا يقل عن 2 كيلو متر مشيًا على الأقدام.
هل أنت مصارع؟
لا.. لست مصارعًا.. كما قالت عني بعض الصحف، ولكنها كانت مجرد كلمة كتبها صديقي الظريف محمود السعدني.. ويبدو أن لهذا علاقة برفضه ركوب سيارته "ليس هذا بخلاً وخوفًا مني على السيارة.. ولكن حتى لا أصبح بين يوم وليلة بدينًا، وفي النهاية يكون منظري مش ولا بُد!"
الترام والخمسة قروش
وللشيخ البنا أسلوب فريد في تربية أولاده.. فهو يكره فيهم أن يكونوا أولاد رجل يملك سيارة أو قيراطين أرض، ولكن لابد أن يعتمد كل منهم على نفسه.. فلا سيارة ولا زيادة على المصروف اليومي المقرر لهم.. فالترام وأتوبيس الدرجة الثانية والخمسة قروش، هي الطريق الأفضل لحياتهم.
وأولاده السبعة معظمهم في المدارس، وأمنيته لهم أن يسلكوا طريق الهندسة والعلوم والطب، ولا يقتصر اهتمامه بهم على ذلك، فإن هوايته مراعاة شئونهم "حيث اهتم بمجلس الأباء، وحضور حفلات مدارسهم، ومراعاتهم في الدروس"
السورة .. بجنية
ومع هذه الأمنية العلمية، فالشيخ البنا يشجع أولاده على حفظ القرآن الكريم، ففي الأجازة يحفظهم بعض أجزائه، ومَن يحفظ سورة يتقاضى فورًا جنيهًا.. أما الجزء فبعشرة جنيهات.
ويضيف الشيخ البنا "والحق أقول أن صاحب النصيب الأكبر في هذه المسابقة «أحمد» فهو مرتل ممتاز وصوته قريب إلى صوتي"
صاحب الدعوة .. مسيحي
وفي حياة مقرئي القرآن المشهورين حكايات ونوادر، ويقول الشيخ البنا من إحدى هذه النوادر:
".. ذات مرة دعاني رجل من الصعيد إلى التلاوة في حفل بمحافظة المنيا.. وقبل أن أخرج من منزلي أعطاني صاحب الدعوى أجري كاملاً، وفجأة أعطاني «كارت بإسمه» والعنوان حتى أصل إليه في ميعاده، وفوجئت بصاحب الدعوة «مسيحي» ومع ذلك ذهبت حيث يريد، وكانت المفاجأة أنه استقبلني هناك بتحية وإجلال وخرجت بعد الحفل وأنا في منتهى السعادة، ومؤمنًا أكثر بأن الدين لله والوطن للجميع.
هذا المقال من موقع عباقرة التلاوة
.. واستمرت الإذاعة بعد موعدها
ويحكي الشيخ البنا ما حدث له في العراق، في حفل ديني حضره الرئيس عبدالرحمن عارف وكبار المسئولين، حيث دعي للقراءة، واستمرت الإذاعة، والجمهور يستمع "حتى نفذ الميعاد المحدد لتلاوتي، ومن شدة الزحام لم أستطع مشاهدة المذيع الذي كان عليه أن يشير إلى أن وقتي قد انتهى، وبعد عشر دقائق اكتشفت أن الوقت المحدد لي نفذ، ومازالت الإذاعة على الهواء"
القراءة المرتل .. والمنغمة
والشيخ البنا يفضل من المقرئين للقرآن المرتل الشيخ الحصري "ه الذي يرتل جيدًا وبشكل قوي ومؤثر، هذا إلى جانب أن كل ما سجل عظيم"
وفي القراءة العادية أي المنغمة "أفضل سماع الشيخ مصطفى اسماعيل، والبهتيمي، وعبدالباسط، والمنشاوي"
أم كلثوم و «الويك إيند»
ولكن هل كل حياة الشيخ البنا قراءة للقرآن الكريم!
فبجانب تلاوته من أيات الذكر الحيكم كل يوم، إلى جانب قراءة بعض كتب الفقه والدين وتاريخ الأنبياء والرسل.. يحب الشيخ البنا سماع ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب "فصوت ام كلثوم غني وقوي ومعبر، وإن كنت أحيانًا اسمع فيروز وخاصة في أغنية «يا جارة الوادي»."
والشيخ البنا من أكثر المصريين إيمانا بفكرة "الويك إند.. فدائما أقضيها مع أسرتي في شبرا باص، مع والدي ووالدتي بعد أن أكون قد قرأت آيات من الذكر الحكيم في المسجد الأحمدي بطنطا"
.. وبالمناسبة فالشيخ البنا يقدم صلاة الجمعة كل أسبوع في المسجد الأحمدي، أما في الإذاعة فله فيها كل يوم خميس.
عباقرة التلاوة.. www.3baqera.net
رحلاتك هذا العام
.. سوف أذهب هذا العام إلى الأردن، بلد النضال العربي في معركتنا مع الإستعمار الأمريكي وإسرائيل أعداء الله.. هذا إلى جانب مرافقتي لزميلي فضيلة الشيخ طه الفشني في الأسبوع الأخير للوطن السوي الشقيق.
تحقيق/ جودة بسيوني لمجلة الإذاعة والتليفزيون
عباقرة التلاوة
دار التراث القرآني
التعليقات على الموضوع