رمضان في بلاد بره.. مع الشيخ مصطفى إسماعيل
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأحباب مُتابعي شبكة عباقرة التلاوة
يُسعدنا أن نقدم لكم هذا المقال النادر لأول مرة
رمضان في بلاد بره.. مع الشيخ مصطفى إسماعيل
رمضان في بلادنا له صورة فريدة وجميلة معًا، ومازالت تلك الرائحة المعبقة بالتقاليد التي مافتئت تكرر نفسها إلى حد ما كل عام، ولكن هل فكرت يومًا في رمضان؟ وكيف يمر على اخوانك المسلمين في الخارج؟!.. بل ألم تفكر في قضاء هذا الشهر الكريم في سوريا مثلاً.. أو فرنسا.. أو أندونيسيا؟!.. ومع هذا ولكي تحقق بعض ما يجول في ذهنك؛ فلقد التقينا به وهو الذي يُدعى كل رمضان إلى الخارج، يرتل للناس هناك فيسمعونه.. ثم كان هذا اللقاء فإذا به أيضًا يتكلم.. ونحن نسمع.
ولقد سبق للشيخ مصطفى إسماعيل أن دعي لتلاوة القرآن في بلاد كثيرة كل رمضان، ومنها: (لبنان، سوريا، الحجاز، الأردن، فلسطين، فرنسا، إيطاليا، أندونيسيا، ألمانيا)، وهذا العام سيسافر إلى المغرب وفرنسا.. وفي ڤيلا الشيخ مصطفى بالزمالك بدأت اللقاء بسؤاله عن الاختلاف في العادات والتقاليد في البلاد العربية والأوروبية عنها في مصر فقال: "رمضان في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين والأردن لا يختلف عن رمضان في بلادنا إلا أنه يوجد بعض الاختلاف البسيط.. هناك يُقيمون حفلات لبداية شهر رمضان وكذلك لختامه، في النوادي وفي مدارس تحفيظ القرآن ويدعونني فيها لتلاوة القرآن وتوزيع الجوائز على الطلاب الفائزين".
المُرة والحامض
"بالنسبة للأكل فهو يختلف عنا في أشياء كثيرة.. أولاً كل أكلهم بالليمون سواء الأرز والخضراوات والشوربة ويسمونه بالحامض، وهم يقولون عن الليمون (الحامض) وهو عبارة عن برتقال وعليه ليمون بنزهير ولا يوجد الليمون الصغير عندهم، وأفضل الأكلات عندهم في شهر رمضان (الكُوبيبة) ويسمونها (الكبة)، والحلويات هامة جدا عندهم، أما بعد الإفطار فيقولون ائتنا بالمُرة، والمُرة عبارة عن القهوة".
قمر الدين ممنوع
واستطرد الشيخ مصطفى إسماعيل يقول: "أما الفطور فيبدأ بالتمر مع الزبيب والتين المنقوع في اللبن أو الماء، وبعد الفطور يقومون بزيارات بين العائلات ويقدمون فيها الحلوى، ولكن الشئ الذي لم أره في تلك البلاد هو عدم تقديم المكسرات إلى الضيوف أو حتى أكل كما يحدث عندنا، بل يستعملونها فقط في الحلويات، وكذلك قمر الدين يصنع في بلادهم ولا يستعملونه في رمضان في الأكل قطعيًا.. مع أننا نهتم في الجمهورية العربية بمثل هذه الأشياء!!".
هذا المقال من موقع عباقرة التلاوة
الجامع الأموي.. مائة مرة
وعن أشهر الجوامع ذكر لنا الشيخ مصطفى منها الجامع الأموي في سوريا الذي قرأ فيه حوالي مائة مرة.. والجامع الكبير في لبنان.. ومسجد سيدنا الحسين أشهر مسجد في العراق.. والجامع الأقصى في الأردن.. والمسجد الحرام".
القرآن واللهجة هناك
وكان سؤالي التالي عن قراءة القرآن في البلاد الأخرى.. فقال الشيخ مصطفى: "أما قراءة القرآن فتختلف طريقة قراءته عندهم، لأن قراءة القرآن عندنا مضبوطة حسب القراءات المشهورة، أما البلاد العربية فاللهجات تغير من أسلوب قراءته لأنهم تعلموه بهذه الطريقة.. وبلاد الشام متمسكة جدًا بالصوم والصلاة".
المصحف.. في أعلى مكان
وقبل أن استطرد بالسؤال التالي لاحظت أن هناك عدة مصاحف قد وضعت في أماكن عالية، وكان شيئًا مُلفتًا للنظر بالفعل أن الشيخ مصطفى تأثر بعادة الاندونيسيين، واندونيسيا بلاد محافظة جدًا على الدين، أو كما ذكر الشيخ مصطفى: "في اندونيسيا يتعلمون القرآن وحفظه باللغة العربية ويفهمونه بالرغم أنهم لا يتكلمون العربية، ولا يجلس الشخص منهم إذا كان المصحف يوضع في مكان منخفض عنه، ولابد أن يوضع المصحف في مكان أعلى من الشخص الواقف أو الجالس وذلك لشدة احترامهم للمصحف الشريف*.
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني
محضر.. للشيخ مصطفى!!
أما في فرنسا.. فلقد كانت للشيخ مصطفى إسماعيل حكايات وحواديت كادت تسبب له بعض الأذى، وهو يحكي عن ظروف زيارته لباريس بقوله: "أما فرنسا -وأول مرة أذهب إليها- رأيت القبلات في الشارع بين الجنسين ونحن صائمون في رمضان وقلت اللهم إني صائم، وقلت للملحق الثقافي الذي كان معي أنظر إن الرجل يحتضن المرأة في الطريق ويقبلها؟، فقال لي اسكت احسن يعملولك محضر في البوليس لانك جرحت كرامتهم وأزعجتهم!!".
الجامع الكبير في باريس
ويصف لنا الشيخ مصطفى الجامع الكبير الموجود في باريس.. وهو خاص للمسلمين وكبير جدًا ومبني على الطراز الحديث، ويحتوي على مكتبة وقاعة كبيرة للإجتماعات وله شيخ جزائري وبه مطعم يقدم الأكلات الشرقية فقط، وملحق به أيضًا لوكاندة صغيرة للمغتربين في وقت الأزمات، وللمسجد الكبير مئذنة ومكبر للصوت بها ويؤذن الأذان خمس مرات في اليوم في شهر رمضان، ويستطيع المسلم أن يعرف أوقات الصلاة من امساكيات بالجامع.
نصائح للمسلمين
وكان طبيعيًا -في ختام اللقاء- أن أسأل الشيخ مصطفى إسماعيل بعض النصائح للمسلمين في رمضان فقال: "شئ مهم جدًا أحب أن أوجهه للمسلمين في مصر.. أنه لا داعي للإلحاح في موضوع المكسرات وقمر الدين لأني رأيت أن هذه الأشياء لا تستعمل إلا عندنا وممكن أن نستبدلها بأشياء أخرى مفيدة وألذ وأخف، ومنها اللب الأبيض وهو يفيد المريض بالضغط، والسوداني مفيد وفيه مادة زيتية تشفي المريض بالسكر..".
وهكذا انتهى لقاؤنا مع الشيخ مصطفى إسماعيل وهو يستعد للسفر إلى المغرب وفرنسا ليتلو القرآن هناك، وفي ذهني صورة المصحف الكريم في أعلى مكان على طريقة الاندونيسيين.
حوار صحفي أجرته أ. نادية حمدي، لمجلة الإذاعة والتليفزيون في الستينيات.
عباقرة التلاوة
دار التراث القرآني
التعليقات على الموضوع