الشيخ محمود اسماعيل الشريف.. ترك التعليم الإبتدائي واتجه لحفظ القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
وُلد الشيخ محمود اسماعيل علي الشريف بـ قرية الهجارسة، مركز كفر صقر، محافظة الشرقية في ١٩٤٣/٦/١٧ م.
التحق بالمدرسة الإبتدائية بالتعليم الأساسي وعمره ٦ سنوات، وذات يوم وهو في الصف الرابع الإبتدائي أقامت المدرسة حَفلاً في إحدى المناسبات الدينية وطُلِبَ مِن الطلبة الصِغار أن يتقدم منهم مَن يَجد في نفسه الصوت الحسن، وتقدم شيخُنا الصغير وقُبِلَ وبالفعل أفتتح الحفل بتلاوة بعض من آيات القرآن الكريم؛ فوجدوا فيه حُسن الصوت وجمال الآداء وهو في هذه السنّ الصغيرة ١٠ سنوات، وأبدى مسئولي الحفل إعجابهم الشديد به وكان مِن بينهم الأستاذ الشيخ محمد عبدالرحيم الحِفناوي مُدرس اللغة العربية والذي كان يعمل أيضًا مأذونًا للقرية فطلب مِن الحاج إسماعيل الشريف أن يجعل ابنه يترك الدراسة ويتجه في طريق حفظ وتجويد وتلاوة القرآن الكريم.. ومِن هُنا بدأت رحلة الشيخ محمود الطفل الصغير مع القرآن الكريم.. وأكمل مرحلة التعليم الإبتدائي وأتمها ونجح ولكن لم يحصل على الشهادة الابتدائية نظرًا لإلغائها في نفس العام الذي أتم فيه المرحلة الإبتدائية.
ألحقه والده على الفور بكتاب الشيخ عبدالمقصود عبدالسميع بالقرية حتى توفى وأكمل في المنزل على يَد الشيخ عبدالله الحِبشَاوي، وأتم حِفظ القرآن الكريم وهو في سن الثانية عشرة.
ثم حَفِظ التُحفة والجزرية على يَد الشيخ السيد إبراهيم بدوي وشهرته السيد العربي بقرية الهجارسة.
ثم انتقل إلى قرية مجاورة لقريته وتُسمى (أبوالشقوق) ليحفظ الشاطبية على يد الشيخ السيد محمد الصغير الباز، وأتم حِفظ أحكام تجويد القراءات السبع على يد الشيخ أحمد محمود حسانين بِـ(عزبة السلاوي) بقرية مجاورة لهم وتُسمى (الرباعي).
وعلى الرغم مِن أنه لم يلتحق بأي معهد موسيقي إلا أنه أصبح مِن مشاهير القراء إستخدامًا للنغم الموسيقى من خلال سماعِه للتلاوات المُذاعة بالراديو أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود والشيخ طه الفشني والشيخ منصور الدمنهوري والشيخ محمد الصيفي والشيخ مصطفى إسماعيل وغيرهم ممن كان يُذاع لهم وقتها.
وفي منتصف الخمسينات بدأ صيته يُذاع بالعِزَب والقرى المجاورة ويُدعى للقراءة في المآتم وليالي الخميس وذكريات الأربعين حتى وصل صيته لباقي مراكز المحافظة.. وكان أول أجر تقاضاه ١٠ قروش.
عُيّنَ مؤذنًا بالمسجد الكبير بقرية الهجارسة التابع لوزارة الوقاف بالشرقية في ١٩٦٤/٣/٣١ م.
وقد تقدم بطلب للإلتحاق كقارئ للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية في ١٩٧٥ م، وأكدّ الطلب في ١٩٧٧ م، وجاءه خطاب الرد في أبريل ١٩٧٩ م.
اصطحبه فضيلة القارئ الشيخ أحمد محمد عامر يوم الإختبار الذي كان في ستديو ٣٦ بالدور الرابع ليشدّ على يديه أمام اللجنة التي كانت برئاسة فضيلة الشيخ محمد مرسي عامر، وعضوية كل مِن فضيلة الشيخ رزق خليل حبة، وفضيلة الشيخ محمد الصادق قمحاوي، وفضيلة الشيخ عفيفي الساكت، وفضيلة الشيخ سعيد جودة السّحار والموسيقار الأستاذ أحمد صدقي والموسيقار الأستاذ محمود كامل، وبسكرتارية عبدالحافظ الدشناوي.
في يوم ١٩٧٩/١٠/١٥ سجل تلاوة النصف ساعة للحُكم له إما بالموافقة على الإعتماد أو إعادة الاختبار مرة ثانية وكانت التلاوة مِن قول الله "وربك يخلق ما يشاء ويختار..." لآخر سورة القصص، وعُرِضَ الشريط أمام اللجنة في ١٩٧٩/١٢/٢٣ م.
في يوم ١٩٧٩/١٢/٢٦ اعتمد قارئًا للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية مع الشيخ الشحات محمد أنور والطبيب أحمد أحمد نعينع في نفس قرار اللجنة.
«أول أمسية إذاعيّة يسجلها الشيخ الشريف للإذاعة المصريّة - 1979 م»
وبدأ في تسجيل التلاوات الأرباع والأنصاص ساعة.. وأول تلاوة تُذاع له بإذاعة القرآن الكريم كانت في التاسعة من صباح الاثنين ١٩٨٠/٣/٣ م.
وفي أبريل ١٩٨٠ كانت أول إذاعة خارجية له على الهواء احتفال أمسية دينية بإذاعة القرآن الكريم كانت من مسجد سيدي علي الخوّاص بالقاهرة.
وفي يونيو ١٩٨٠ قرأ أول إذاعة خارجية له على الهواء بالإذاعة المصرية مِن رحاب مسجد السيدة زينب رضي الله عنها بالقاهرة خلال شعائر صلاة الفجر وكانت التلاوة مِن قول الله تعالى "ولقد وصّلنا لهم القول لعلهم يتذكرون".
توالت تسجيلاته للمكتبة الإذاعية فترك رصيدًا يبلغ ٨ تلاوات نصف ساعة، و ١٢ تلاوة ربع ساعة، و ١٠ تلاوات خمسات دقايق، و ٤ تلاوات عشرات دقيقة.
وفي عام ١٩٩٠ م اعتمد قارئًا للقرآن الكريم بالتليفزيون المصري.
وكانت أول سفرياته خارج مصر عام ١٩٨٠ م، إلى الجاليات الإسلامية في سيراليون، ثم توالت السفريات لباريس بفرنسا ثم جزر المالديف مرتان (١٩٨٨ - ١٩٩٨) وكان يحضر كل الليالي رئيس الجمهورية مأمون عبدالقيوم، وكينيا مرتان (١٩٨٩ - ١٩٩٠)، وألبانيا، وموريشيوش، واستراليا مرتان (١٩٩٣ - ١٩٩٦)، وزار الفاتيكان بإيطاليا، وأمريكا ثلاث مرات، وكندا، والبرازيل، وكرواتيا، وأسبانيا مرتان، وغيرهم من الدول الأوروبية حيث كان سفيرًا للقرآن الكريم.
تزوج وأنجب ٣ ذكور (أحمد - محمد - مصطفى) و ٢ إناث، وقد توفي نجله مصطفى في ١٩٩٨/١٢/٣ بعد صِراع مع المرض فور حصوله على ليسانس الآداب قسم الإعلام.
وبعد رحلة عطاء مع القرآن الكريم الذي خدمه طوال حياته وبعد صراع مع المرض توفي فضيلة القارئ الشيخ محمود إسماعيل الشريف في عصر يوم الثلاثاء ٣ ذي الحجة ١٤٣٩ هـ، الموافق ١٤ أغسطس ٢٠١٨ م، عن عُمر ناهز الـ ٧٥ عامًا ترك لنا فيها تسجيلات عديدة من المحافل الخارجية وبالإذاعة المصرية.
«لقطة من تشييع جثمان الشيخ الشريف»
رحم الله الشيخ رحمة واسعة، ورضي عنه، وأسكنه فسيح جناته جزاءًا لما قدم من خدمات وإسهامات لكتاب الله تعالى.
«مجموعة من التسجيلات الخارجية النادرة»
ترجمة مِن إعداد وتقديم/ فريق عمل شبكة عباقرة التلاوة
عباقرة التلاوة
دار التراث القرآني
التعليقات على الموضوع