وزير المساحة القرآنية في دولة التلاوة .. الشيخ هاشم هيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
القارئ الشيخ هاشم هيبه
هو وزير المساحة القرآنية في دولة التلاوة، يتميز بين قارئي القرآن الكريم في عصره باستخدام إمكاناته الصوتية أفضل استخدام، كما كان صاحب صوت جميل عريض مكنه من حسن التصرف في التلاوة.
وخلال مسيرته القرآنية حرص على دراسة الموسيقى سماعياً وكذلك بالقسم الحر في معهد الموسيقى العربية،
وتعد تلاوته في الروضة الشريفة بالحرم النبوي من التلاوات المباركة التي حظي خلالها الشيخ هيبة على أعظم تقدير يمكن أن يحصل عليه مسلم ..
كان القارئ الشيخ «هاشم هيبة» صاحب بصمة متميزة للغاية في الساحة القرآنية قارئا تقياً ورعاً شديد الاعتداد بكرامة أهل القرآن.
دخل دولة التلاوة وخرج منها وقد أرضى ضميره حيث أتيح له تسجيل القرآن الكريم كاملاً مرتلاً ومجوداً في موسم الحج عام 1397هـ حيث سجله مرتلاً في الحرم المكي ثم سجله مجوداً في الحرم النبوي..
ولا يختلف اثنان في دولة التلاوة على صوت الشيخ «هيبة» باعتباره صوتاً جميلاً عريضاً تبلغ مساحته 3 أوكتاف« وقد أحسن الشيخ «هاشم هيبة» استخدام إمكاناته الصوتية أفضل استخدام، حيث كان يحسن التصرف في التلاوة إضافة إلى تمكنه الشديد من أحكامها، حتى أصبح وزيراً للمساحة القرآنية في دولة التلاوة ..
عاش الشيخ «هاشم محمد هيبة»66 عاماً منذ خروجه للحياة ببلده بير قطا بمحافظة القليوبية القريبة من القاهرة، بمنتصف نوفمبر عام 1917 وحتى رحيله بنهاية يناير عام 1985، وما بين مولده ورحيله حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية قبل أن يأتي للقاهرة ويلتحق بالأزهر لدراسة أحكام التلاوة والتجويد، حيث تتلمذ على يد الشيخ «عامر عثمان»، وختم المصحف كاملاً بالقراءات السبع بالطريقة الشاطبية ثم اختتمه بالقراءات العشر.
وعندما بدأ «هيبة» مسيرته في دولة التلاوة في الأربعينات كان يقرأ في مسجد «فاضل باشا» بالتناوب مع الشيخ «محمد رفعت»، وفي عام 1952 اعتمدته الإذاعة المصرية حيث أجازته اللجنة برئاسة الشيخ الضباع، انتقل بعد ذلك ليقرأ القرآن في العديد من المساجد أهمها مسجد «صلاح الدين الأيوبي» خلفاً للشيخ «محمود عبدالحكم» وظل به حتى رحيله،
وخلال مسيرته القرآنية الحافلة حرص على دراسة الموسيقى سماعياً وكذلك بالقسم الحر في معهد الموسيقى العربية حتى يفيده ذلك في قراءة القرآن.
حرصت وزارة الأوقاف المصرية على إيفاد الشيخ «هاشم هيبة» إلى كثير من الدول العربية والإسلامية لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك وفي مختلف البلدان الأوروبية والأجنبية حيث سافر إلى باكستان وأندونيسيا وتركيا وأسبانيا وبلجيكا والهند والمغرب والجزائر وباريس وماليزيا التي اختير فيها رئيسا للجنة تحفيظ القرآن الكريم أثناء زيارته.
وكان الشيخ «هاشم هيبة» من أبرز المقربين للشيخ «مصطفى إسماعيل» فكان يحرص على مصاحبته في السفر خاصة في تلك المرحلة عام 1977 عندما أنعم الله على الشيخ «هيبة» بتسجيل القرآن مرتلاً ومجوداً خلال شهرين هي مدة إقامته في السعودية.
وتعد تلاوة الشيخ«هيبة» في الروضة الشريفة بالحرم النبوي لما تيسر من سورة الأحزاب من التلاوات المباركة التي حظي خلالها الشيخ «هاشم» بأعظم تقدير يمكن أن يحصل عليه مسلم، فقد اندمج القارئ الشيخ في التلاوة إلى درجة كبيرة جداً وعندما وصل إلى الآيات المباركة «يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً».. ظل يردد تلك الآيات سبع مرات وقد تخيل نفسه في حضرة الرسول الكريم حتى شعر بيد الرسول عليه الصلاة والسلام وقد امتدت إلى صدره من المقصورة تباركه.
رحم الله الشيخ هاشم هيبه رحمة واسعه و اسكنه و جميع المسلمين فسيح جناته
التعليقات على الموضوع