Comments System

LightBlog

الشيخ طه الفشني .. التلميذ النجيب لـ «الشيخ علي محمود»

بسم الله الرحمن الرحيم


واحد فقط في مصر يستطيع أن يزعم بحق أنه تلميذ الشيخ علي محمود؛ فقد عاصره مدة طويلة من الزمان كأحد أفراد بطانته.. ذلك الرجل هو الشيخ طه الفشني..

اتصل الشيخ طه الفشني بالشيخ علي محمود والأخير في قمة مجده، وكان الشيخ طه شابًا صغيرًا يقرأ القرآن أحيانًا، ويُنشد التواشيح أحيانًا أخرى، ثُم لَم يلبث أن بهره صوت الشيخ علي محمود وطريقته الفذة في الأداء، وما يتمتع به مِن صوت عميق رهيب يهز وجدان الناس، وطاف الشيخ طه مع الشيخ علي مناطق مصر كلها، وسهر معه الليالي الطِوال وعاش معه حياته المجيدة الحافلة.
 

وفي ليلة مِن ليالي عام ١٩٣٩ قَدَّم الشيخ علي تلميذه الاول للجمهور، فحلّ محله في ليلة خالدة في حياة الشيخ طه واستقبله الناس بالتقدير.. فقد كان الشيخ طه أقدر الناس على استيعاب طريقة أستاذه، ومِن ثَمَّ أقدرهم أيضًا على أن يسُد الفراغ الكبير الذي سيخلفه الشيخ علي محمود.

عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني وفي عام ١٩٤٢ أصبح للشيخ طه فرقة يرأسها، ولمع نجمه سريعًا، فأذاع من محطة القاهرة، ومن محطات الإذاعات الخارجية.
ولم يكتفِ بالتواشيح.. بل ظل يقرأ القرآن شأنه في ذلك شأن الشيخ علي، وارتفع أجره بعد ذلك إلى عشرة جنيهات في الإذاعة وثلاثين جنيهًا في الليلة الواحدة، وعندما مات الشيخ علي قفز أجره إلى مائة جنية في الليلة إذ لم يَعُد أحد هناك سواه.


والشيخ طه الفشني في الثانية والأربعين مِن عمره يعيش في بيته بمصر الجديدة، وله بيت آخر هجره منذ عدة أعوام في الحارة التي كان يسكن فيها الشيخ علي محمود والشيخ محمد سلامة.

عباقرة التلاوة.. www.3baqera.net وأعظم الأصوات بالنسبة إليه هو صوت المرحوم الشيخ الصيفي والمرحوم الشيخ رفعت، ويصفه بأنه فلته لن يجود بمثلها الزمان، وهو من عشاق صوت الشيخ مصطفى إسماعيل، ومن أشد الناس إعجابًا بطريقة الشيخ الصيفي في الأداء.

حدث مرة أن كان الشيخ طه يُنشد التواشيح في ليلة مولد بديروط بمحافظة أسيوط وعندما جاء إلى مقطع "واستقر به المقام" أقسم أحد العُمَد الجالسين بالطلاق أن يظل الشيخ يُردد هذا المقطع حتى الصباح.. وظلَّ الشيخ الفشني يُردد المقطع حتى بزغ نور الفجر، ثم غادر الصيوان على عَجَلٍ واستقل أول قطار إلى القاهرة.


وهوايته الوحيدة الآن هي الترنم بقصائد المرحوم الشيخ علي محمود.. فقط عندما يكون في أوقات الفراغ.


ـــ ألحان السماء.. أبريل 1959 م
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني

ليست هناك تعليقات