Comments System

LightBlog

الشيخة منيرة عبده .. من أشهر قارئات القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم


كانت للأسر المصرية القديمة تقاليد، كانت ليالي المآتم تُقام للرجال، ثم تتبعها ليالي أخرى للنساء، ومِن أجل هذا السبب ظهرت مع مشاهير القراء شهيرات مِن المقرئات، وكانت أشهرهن جميعًا الشيخة كريمة العدلية والشيخة منيرة عبده.

ففي عام ١٩٢٠ سطع فجأة نجم فتاة صغيرة في السادسة عشرة من عمرها نحيفة ضعيفة كفيفة.. ذات صوت جميل فيه حنان وفيه وقار، وكانت هي الشيخة منيرة عبده.

وأحدث ظهورها ضجة كبرى، ولم تمض الشيخة قليلاً حتى أصبحت الشيخة منيرة نِدًّا للشيخ أحمد ندا والشيخ محمد رفعت، وذاع صيتها في البلاد العربية، وتهافت عليها جميع إذاعات مصر المحلية، وأذاعت لها محطتا لندن وباريس.عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني
وفي عام ١٩٣٠ عرض عليها ثري من تونس أن تذهب إلى هناك لتقرأ القرآن لمدة شهر وبأجر (ألف جنية) وهو مبلغ يساوي بحساب النقد هذه الأيام خمسة آلاف جنية، ولكن الفتاة الصغيرة الكفيفة لم تستطع تحقيق أمنية الرجل الثري الطيب، فقضى هو شهرًا في القاهرة ليستمتع بصوتها الجميل الوقور.

وعندما أنشئت الإذاعة الرسمية في القاهرة، كانت الشيخة منيرة مِن طليعة الذين أذاعوا فيها، وكانت تتقاضى مبلغ سبعة جنيهات ونصف في الوقت الذي كان الشيخ رفعت يتقاضى فيه عشرة جنيهات، وعندما ارتفع أجر الشيخ رفعت إلى خمسة عشر جنيهًا زاد أجر الشيخة منيرة إلى عشرة جنيهات، وكانت هي صديقة لكل القراء، وكانوا جميعًا أصدقاء لها، وكانت هي تفضل بينها وبين نفسها الشيخ محمد الصيفي، كانت تعتبره أباهم جميعًا، وكانت تعشق طريقته في الأداء.عباقرة التلاوة.. www.3baqera.net
وفي عام ١٩٣٩ أفتى بعض المشايخ (الكبار) بأن صوت المرأة عورة، وأن تلاوتها تغضب الملائكة أجمعين، وهكذا خرجت الشيخة منيرة مِن الإذاعة، وتوقفت محطتا لندن وباريس عن إذاعة أشرطتها خوفًا مِن غضبة الشيوخ (الكبار).

وتلقت محطة الإذاعة آلافًا مِن الخطابات يحتج فيها المستمعون على إبعاد الشيخة منيرة، ولم تستطع الإذاعة ان تفعل شيئًا؛ فقد كان للمشايخ الكبار "سر باتع".

واعتكفت الشيخة منيرة في بيتها تجتر ذكريات الأيام الجميلة الحافلة التي عاشتها مع الشيخ ندا والشيخ علي محمود.

إنها تعيش الآن مع هوايتها الوحيدة.. وهي الاستماع إلى أصوات العمالقة الذين انتقلوا إلى رحمة الله مِن الاسطوانات الكثيرة التي تحتفظ بها كذكرى لهذه الأيام الحافلة.

ومع هذه الاسطوانات الكثيرة اسطوانات تحمل صوتها عندما بدأت تقرأ القرآن لأول مرة عام ١٩٢٠.

إنها تقول أن الزمن يُفقد الأصوات بعض خصائصها الجميلة.. وهي تحب الاستماع إلى صوتها عندما كانت فتاة في السادسة عشرة.

ـــ ألحان السماء.. أبريل 1959 م
عباقرة التلاوة.. دار التراث القرآني

ليست هناك تعليقات