Comments System

LightBlog

القارئ المتواضع و رجل الأزمات بالإذاعة المصرية .. الشيخ محمد المهدي شرف الدين



بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة الأحباب مُتابعي شبكة عباقرة التلاوة
يُسعدنا أن نقدم لكم هذا الموضوع الجديد


القارئ المتواضع
هكذا يلقبه زملاؤه فى الوسط القرأنى فى كل مكان .
وهو عاشق بيوت الله، و رجل الأزمات بالإذاعة المصرية . وُلد محمد على مهدى شرف الدين على شرف الدين فى 23 - 9 - 1967 م بقرية النعامنة التابعة لمركز منيا القمح محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية فى أسرة كبيرة تتألف من 6 ذكور و بنتين، وهو الأصغر لأبيه والتى ترجع أصولها لأفرع السباعية و المالكية . ونظراً لضعف بصره فقد عُهِدَ به للشيخ فكرى السقا - رحمه الله - ليلقنه كتاب الله تعالى وأحكامه وهو ما تم له فى سن التاسعة .. مما سمح له بالإلتحاق بمعهد السعديين الأزهرى بالمرحلة الإعدادية مباشرة فقط بعد إمتحانه فى القرأن الكريم وأحكامه . ونظراً لجمال صوته وحسن تلاوته ورصانة حفظه فقد أبهر كل من إستمع له ، وشجعه كبار عائلته على الإنطلاق فى طريق القرآن وأولهم الحاج بربرى شرف الدين والحاج سعد ابو نائل مأذون البلدة وهو أيضا عضو فى بطانة الشيخ عبد الحق القاضى وهو الذى قدمه للشيخ عبد الحق فى العام 1976 م فأثنى عليه ثناءا جمّاً ، وقدمه كنابغة صغيرة و برعم من براعم التلاوة للشيخ مصطفى إسماعيل عندما كان فى زيارة للشيخ عبد الحق القاضى ، و عندما استمع الشيخ مصطفى اسماعيل له كافاءَه ( بورقة كبيرة من فئة الجنيه المصري القديم ) وهو لا يزال بـ مقتنيات الشيخ شرف الدين حتى الأن ! كان له هوايته المفضلة وهى تسجيل قرآن الفجر لأعلام القراء آنذاك الشيخ شعبان الصياد و الشيخ مُحمد حصان ، حتى شرع الصبى محمد بالقراءة فى مآتم البلدة مع كبار القراء فى هذا السِن الصغير، أمثال الشيخ الكبير عبد الحق القاضى و الشيخ هاشم النحاس، والشيخ محمد محمد هليل . ونظراً لجمال صوته وحسن أدائه , فقد أنطلق الشيخ قارئًا للقرأن فى القرى والكفور والنجوع ، بل ووصلت شهرته أرباع الوجه البحرى معظمه ، ووصل صداه لبلد الغريب محافظة السويس والتى من كثرة إحيائه لليالى بها قد إتخذ له فيها مسكناً وأقام هناك ردحاً من الزمن ، حتى صار القارئ الرسمى لإحتفالات المحافظة هناك .. وألتحق فى العام 1990 بإذاعة القنال . وفى هذه الأثناء التحق المهدىّ بوزارة الأوقاف كمقيم للشعائر الدينية بمساجدها . ونظراً لجمال صوته وحسن تلاوته فقد رشحه وكيل وزارة الأوقاف آنذاك الشيخ أحمد أبو الفضل مخلوع ليقيم الشعائر بأكبر مساجد مدينة السويس العريقة ، ومن تلك المساجد : 1-مسجد عمر بن الخطاب بحى القلظم (مدة عام ونصف ) . 2-مسجد بدر بحى بورتوفيق والذى إفتتحه الشيخ محمد المهدى شرف الدين قارئا يوم الجمعة وخطيباً الإمام محمد متولى الشعراوى . 1-مسجد سيدى الأربعين بحى الأربعين (مدة عام) . 2- مسجد سيدى عبد الله الغريب (مدة سبع سنوات) . 3-جامع الشهداء (حافظ سلامة) نصف عام . 4-جامع أبو الليف (مدة أربع سنوات) .
ولكن الموهبة الفذة دفعت وكيل وزارة الأوقاف ليرشحه للسفر لسلطنة عمان ليكون قارئ ومقيم للشعائر بمسجد وزير البترول العمانى سعيد الشنفرى بمدينة صلالة، ولم يتردد الشيخ محمد المهدى واستقر هناك مدة تسع سنوات كانت أفضل ما يكون فأهل عُمان ذوى قلوب طيبة .. وليصبح فخر لمصر هناك كقارئ بالإذاعة والتلفزيون العمانى و للجالية المصرية هناك .. ولكن عاده الحنين لأرض الكنانة ليعود وكله شوق للتلاوة فى أعماق الريف المصرى كسابق عهده . تنقل الشيخ فى العديد من بيوت الله فى بلدته كمسجد المحافظة على القرأن الكريم , ومسجد شلبى ومسجد قباء، ثم الشرف الأغلى على قلبه وهو ترشيحه بعد ذلك ليكون مقيم شعائر الجامع الأزهر الشريف بالقاهرة وهو ما يعتز به الشيخ شخصياً . و من ثم كان إستقرار الشيخ فى بلده الأم مدينة منيا القمح ، بها إستقر مع أستاذه الكبير الشيخ محمد محمد متولى هليل، والذى طالما أحاطه بالرعاية والنصائح الغالية الثمينة، وكان يشجعه أثناء التلاوة أمام الجماهير الغفيرة التى كانت تحضر الأمسية الدينية التى كانت تقام بجانبى مسجد سيدى عيسى الخزرجى، هذه الأمسية التى كان يحضرها العديد من القراء أمثال الشيخ محمد أحمد شبيب والشيخ السعيد عبد الصمد الزناتى والشيخ شعبان الصياد والشيخ عبد الفتاح الطاروطى والشيخ محمد حصان، والعديد العديد من كبار المشايخ والقراء . ذاع صيته بشدة و شجعه أساتذته للإلتحاق بإذاعة القرأن الكريم وبالأخص الشيخ أحمد محمد عامر والشيخ محمد محمود الطبلاوى والشيخ أحمد عيسى المعصراوى والشيخ محمد هليل، وبالفعل تقدم الشيخ محمد المهدى بطلب للإلتحاق، وجاء ميعاد الإمتحان 18-10-2011 م، وكان هناك كوكبة من الممتحنين الأكفاء منهم الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ فرج الله الشاذلى و من الإذاعيين الأستاذ السيد صالح والأستاذ إبراهيم مجاهد و الأستاذ سعد عبد اللطيف و نقيب الموسيقيين، وكانت علامات الدهشة واضحة جلية على وجوههم جميعاً ، وفى صوت خافت سبحان الله تسللت من بين شفاههم، و أسقط فى يديهم، وما أسطاعو سوى أن يجيزوه وما أستطاعو سوى أن ينجحوه ، وبالفعل أصبح الشيخ محمد على مهدى شرف الدين مبتهلاً معتمدا بإذاعة القرأن الكريم .. وكانت المرة الأولى للهواء فى شعائر فجر الخميس 19-7-2012 م آخر أيام شهر شعبان .. و لاينس الشيخ محمد شرف الدين الثقة التى وضعها الأستاذ على مسعود السهيت عندما سارع بمنحه شرف الأذان والإبتهال من جامع الأزهر على أثير إذاعة القرأن الكريم، ولمن لايعرف الشيخ مهدى فقد كان دائماً ما يدعو الله أن يكون الفجر الأول من رحاب المسجد الأغلى على قلبه جامع الأزهر الشريف . يعتبر الشيخ محمد المهدى شرف الدين من القراء الحفاظ المتمكنين الذين يجيدون تلاوة القرأن بالقراءات العشر والذى ساعده فى إتقانها الشيخ محمد هليل و الشيخ عبد العزيز عكاشة رحمهم الله . يمتلك الشيخ شرف الدين طبقات صوتية عالية الدرجة - كما وصفه الموسيقيّ طه عبد الوهاب - حيث صوته من درجة السوبرانو أو كما يقولون هو الأعلى فى الجوقة الموسيقية .. لذا نجده أفضل من قرأ للشيخ حمد الزامل بإتقان والشيخ محمود البنا أما فى الإبتهال نجده يرقى لطبقات الشيخ سيد النقشبندى للدرجه التى لا تفرق بينهما .. و من المواقف الطريفة لهذا عندما كان الشيخ شرف الدين فى دولة إيران فى رمضان عام 2014 م أنشد ابتهالاً بعد إنتهائه من التلاوة وعرّج على الأسطورة النقشبندى ليجد صوت المستمعين يعلو على صوت مكبرات الصوت بالتشجيع بالغة الفارسية .. و أصبح ينشد مع فرقة الإسراء والمعراج الإيرانية هناك .. ولم يقف عند هذا الحد بل نجده يعزف عوداً يترنم فى بعض الأحايين لأم كلثوم بأحلى الأغانى .
سبب لقب رجل الأزمات .. فى يوم 29-6-2013 تلقى المهدى شرف الدين مكالمه من صديقه على مسعود السهيت والإعلامى محمد عويضه يطلبان منه التوجه للقاهرة لنقل شعأئر فجر 30-6 يوم الثورة حيث استمع شعب مصر العظيم لشعائر الفجر الطيب المبارك وللمرة الثانيه وضعت الاذاعة المصريه ثقة رجالاتها السهيت وعويضه فيه ، ويقول الشيخ شرف الدين فِي ذلك : " كان يوما عصيبًا لم اتمكن فيه من الذهاب بسيارتى الخاصة نظرًا لأحداث البلاد ولم أجد أمامى إلا القطار وعلقت عدة مرات ف اللجان الشعبيه ذهابًا الى مسجد أبو العلا حيث الشعائر ومن يومها صرت رجل الازمات .. "


سافر الشيخ شرف الدين للعديد من الدول كدولة سويسرا – مبعوثاً خاصاً من وزارة الأوقاف المصرية، وسلطنة عمان، ودولة كينيا، و بلجيكا، ودولة إيران مرتين متتالتين ; وغيرها . قدم الشيخ شرف الدين للإذاعة العديد مِن التسجيلات الرائعة إلي جانب العديد مِن الحفلات الخاصّة ، و يقوم أحمد محمد المهديّ ( الإبن الأصغر للشيخ شرف الدين ) على حفظ تراثه وتسجيله وتوثيقه فى مكتبة إلكترونية ضخمة أحمد .. ويأخذ بنصيحة والده بأن العصر التكنولوجى الذى نعيشه سهل مشاركة كل المواهب مع عشاق كلام الله فى كل مكان . وفِي عصر يوم الإثنين 23 يناير 2017 م ، تلقى أحد أعضاء فريق عمل عباقرة التلاوة اتصالاً هاتفيًا مِن نجل الشيخ مُحمد المهدي شرف الدين ، مُخبرًا إياه بـ وفاة الشيخ و انقطاع الصوت الذي وهَب حياته لخدمة كِتاب الله ومحبيه وقرائه ، فقد كان بيته مفتوحًا لكل مَن أراد أن يتعمل المقامات الموسيقية أو أي استشارات شخصية فـ فقد لقبه أصدقاؤه القراء بـ " القارئ المُتواضع " .
والجدير بالذكر أن الشيخ شرف الدين كان بالأمس ( 22 يناير 2017 م ) يُؤدي الإبتهالات الدينية بـ مسجد السطان أبي العلاء بـ القاهرة ، حتي تكون آخر أعماله فِي الحياة الدنيا .. وإليكم هذا المقطع مِن احتفال أمس .



صورة مِن الاحتفال الآخير بـ مسجد السلطان ابو العلا بـ القاهرة 22 يناير 2017 م

رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته

المقال مِن إعداد وتقديم / فريق عمل عباقرة التلاوة

هناك تعليق واحد: